فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا – مَلْكى الصالحين

10/09/2025
احتضنت مدينة اسا حاضرة إقليم آسا الزاك فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا – مَلْكى الصالحين، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 ربيع الأول 1447 هـ، الموافق لـ 04 إلى 07 شتنبر 2025، ويأتي هذا الموسم الديني، الذي يجري تنظيمه ، تزامنًا مع ذكرى المولد النبوي الشريف، مما يضفي عليه طابعًا خاصًا ويجعله واحدًا من أعرق المواسم الدينية بالمغرب، وأحد الروافد الأساسية للمشهد الديني والثقافي الوطني.
ونظمت هذه الدورة بمبادرة من مؤسسة آسا الزاك للتنمية والفكر والثقافة وجمعية زاوية آسا للتنمية والثقافة و بدعم من جماعة اساوالمجلس الإقليمي لاسا الزاك ،و بتنسيق مع عمالة إقليم آسا الزاك، ، ومجلس جهة كلميم واد نون ، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتميز برنامج هذه السنة بتنوعه وغنى فقراته، التي شملت:
- إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بمشاركة قراء وعلماء وفحول المنشدين في السماع والمديح.
- ندوات فكرية وعلمية تسلط الضوء على دور الزوايا في تعزيز الوحدة والتعايش ونشر قيم السلم.
- سهرات مدحية وصوفية بمشاركة فرق محلية ووطنية.
- مسابقات وطنية وجهوية في حفظ القرآن الكريم.
- لقاءات علمية بمشاركة باحثين وأكاديميين متخصصين في التاريخ والتراث الصوفي.
وتكسي هذه الدورة أهمية رمزية خاصة باستضافتها الزاوية الشرقاوية كضيف شرف، في تقليد سنوي يعكس مكانة هذا الموعد كملتقى للزوايا المغربية وفضاء لتعزيز القيم الروحية والإنسانية المشتركة.
ويظل موسم "مَلْكى الصالحين"، المنظم على طريقة أهل الصدق والصلاح، علامة بارزة في تاريخ التصوف بالمغرب، وملتقى سنويا للقبائل الصحراوية، وفرصة لإحياء القيم الروحية والثقافية، وتعزيز أواصر الصلة الرحمية التي ظلت متجددة على مر تاريخ المنطقة.
وبهذه المناسبة، يؤكد المنظمون على الأبعاد الثقافية والتراثية لهذا الموسم، الذي يشكل عنصرًا من عناصر التراث الثقافي الوطني غير المادي، المسجل في السجل الوطني للتراث، مما يجعله مناسبة للاحتفاء بالهوية المغربية الأصيلة وتجديد روابط الوحدة الوطنية.
وقد ساهم المجلس الجماعي لآسا بشكل فعّال في التحضير لهذا الموسم من خلال:
- الدعم اللوجستي والبنى التحتية : توفير البنية التحتية اللازمة من تنظيف وتزيين فضاءات المدينة، وترصيد الطرقات المؤدية إلى الزاوية، وتوفير الإنارة العمومية، وتجهيز فضاءات استقبال الضيوف.
- التنسيق الأمني والصحي: التعاون مع المصالح الأمنية والصحية لتأمين المحيط العام للموسم، وتوفير خدمات صحية استعجالية، وتنظيم حركة السير حول موقع الفعاليات.
- الدعم المادي والتنظيمي : المشاركة في تمويل الفعاليات الثقافية والتراثية المصاحبة للموسم، ودعم أنشطة الجمعيات المحلية المنظمة.
- الاستضافة والتكريم : المساهمة في استقبال الوفود الرسمية والعلمائية الزائرة، وتنظيم حفلات الاستقبال على شرف المشاركين والضيوف.
الترويج والاشعاع : العمل على التعريف بالموسم عبر قنوات التواصل التابعة للجماعة، والمساهمة في إبراز البعد الثقافي والسياحي للمنطقة.
يأتي هذا التعاون الجماعي في إطار الشراكة التاريخية التي تجمع بين الزاوية والجماعة الترابية لآسا، والتي تستند إلى رؤية مشتركة تهدف إلى:
- الحفاظ على الإرث الروحي والثقافي للمنطقة.
- جعل الموسم رافعة للتنمية المحلية الشاملة.
- تعزيز التماسك الاجتماعي والتلاحم بين سكان المنطقة.
- الإسهام في إشعاع الثقافة الصوفية الأصيلة.
وبهذه المناسبة، عبر المنظمون عن المجهودات التي بذلها المجلس الجماعي لآسا تحت رئاسة النائب البرلماني ورئيس جماعة اسا السيد عبا محمود و اعضاء المجلس و كافة مصالح الجماعة ، والتي ساهمت بشكل كبير في إضفاء الطابع المؤسساتي والتنظيمي المحكم على هذه التظاهرة الدينية والثقافية الكبرى.
ويظل هذا التعاون النموذجي بين المؤسسات الدينية والترابية تجسيداً حياً لخصوصية النموذج المغربي في التدبير المشترك للشأن الديني والثقافي، وتعزيزاً لقيم التضامن والتكافل التي تميز المجتمع المغربي الأصيل.